عملة الصين الرقمية بدأت تتشكل كما وعدت الحكومة منذ سنوات بأنها ستقوم بنشر عملتها الورقية خلال هذا العام 2020.
حيث طور البنك الزراعي الصيني عملة الصين الرقمية التي ظهرت أول نظرة عليها يوم الأربعاء عندما تم تسريب لقطة شاشة لنسخة تجريبية, ومن المتوقع أن تستخدم في أربع مدن – شنتشن ، وسوتشو ، وشيونجان، وتشنغدو في مايو بدفع نصف إعانات السفر الممنوحة لعمال القطاع العام بشكل رقمي.
وذكرت صحيفة 21st Century Business Herald أيضًا أن أحد البنوك الحكومية غير المسماة، الذي يختبر العملة الرقمية الرسمية، سمح لبعض أعضاء الحزب الشيوعي بدفع رسوم العضوية.
ويمكن أيضًا استخدام الملاعب الأولمبية الشتوية لعام 2022 لاختبار العملة, لكنها أضافت أن هذه الإصدارات الاختبارية والتطبيقات لم تكن نهائية و “لا يعني ذلك إطلاق العملة الرقمية السيادية للصين رسميًا”.
ولم تعلن الصين عن جدول زمني رسمي لإطلاق اليوان الرقمي ولكن تقارير الأسبوع الماضي أثارت التكهنات بأن إطلاقه قد يكون وشيكًا، حيث ارتفعت أسعار أسهم الشركات التي لها علاقة بالعملات الرقمية الأسبوع الماضي في شنغهاي وشنتشن.
وأضافت شركة السمسرة أن الحجم الإجمالي للعملة الرقمية الصينية يمكن أن يصل إلى 1 تريليون يوان (140 مليار دولار أمريكي) على مدى السنوات القادمة ، وهو ما يعادل رقمنة حوالي ثلث النقد الصيني. بالمقارنة ، يبلغ إجمالي القيمة السوقية للعملات المشفرة ، بما في ذلك البيتكوين ، حوالي 200 مليار دولار أمريكي.
حتى عام 1914 ميلادياً، لم يكن الدولار عملة مؤثرة في النظام المالي الدولي، وكانت العملة المهيمنة حينها هي الجنيه الإسترليني الذي دعمته المصارف اللندنية بما تملكه من خبرات وفروع منتشرة حول العالم. وعلى الرغم من كون الولايات المتحدة – آنذاك – أكبر دولة في العالم من ناحية حجم التبادلات التجارية، فإن هذه القدرة التجارية لم تشفع للدولار ليكون العملة الأهم في العالم. حينها كانت غالبية التبادلات التجارية بين الولايات المتحدة وبقية دول العالم تتم عن طريق مصارف لندن التي لعبت دور الوسيط في هذه التبادلات.
وفي عام 1913، أصدرت الولايات المتحدة نظاماً جديداً أعطى كثيراً من الحرية لمصارفها، مكّنها من فتح فروع خارج الولايات المتحدة، لتزيد بعد ذلك سطوة البنوك الأميركية، ومن ثم أهمية الدولار الأميركي. وأثر هذا القرار إيجابياً على الدولار، فخلال العقد التالي بدأ الدولار في اكتساب أهمية أكبر، ليصبح العملة الأهم في العالم بحلول منتصف العشرينات الميلادية.
ومنذ ذلك التاريخ حتى يومنا هذا، ما زال الدولار هو العملة الأهم في العالم، حتى مع ازدياد قوة كثير من العملات، مثل الفرنك الفرنسي والمارك الألماني سابقاً، واليورو حالياً، وحتى مع زيادة حجم التبادل التجاري باليوان الصيني. ومع كثير من التشكيكات حول الدولار، التي تصدرها دول مثل الصين وروسيا؛ خصوصاً بعد تأثر العالم من الأزمة المالية في العقد الماضي، فإن الدولار ما زال متمسكاً بمكانته. وتشير كثير من الدراسات إلى أن الدولار – حتى مع ازدياد قوة العملات الأخرى – لن يفقد أهميته بهذه السهولة.
العملات الإلكترونية التي فرضتها التقنيات الجديدة, والصين تسعى بشكل جدي لدعم عملتها، حتى تصبح في يوم من الأيام بأهمية الدولار. ولأنها تدرك أن التغيير يبدأ من التشريعات، فقد أعلن الرئيس الصيني الشهر الماضي دعمه لتقنية «البلوك تشين»، وهي حجر الأساس للعملات الإلكترونية.