تخطى إلى المحتوى

سليمان الشحومي يكتب عن انحدار الاقتصاد و الركود الحاصل

سليمان الشحومي

سليمان الشحومي يكتب القيادة علي المنحدرات

قال سليمان الشحومي البنك المركزي في بيانه الاخير حول تنفيذ ميزانية الترتيبات المالية للعام الحالي 2019 حتي نهاية اكتوبر ، يقر انه تمكن من اجراء تحول دراماتيكي بمعدل التضخم المرتفع في السنوات السابقة ليصبح سالبا عند مستوي ( -5.4%) اعتبارا من الربع الرائع بعام 2018 و حتي الان وانه كان قد تجاوز معدل 28% بالموجب في سنة 2017. وقد المح التقرير علي انه انجاز يحسب للسياسة التي اتبعها المصرف المركزي باستخدام أدواته المتاحة بالتحول من حالة التضخم الي حالة الانكماش في غمضة عين من تضخم جامح الي انكماش مريب و مربك و نجد انه يصفها ضمن مؤشرات التحسن بالاقتصاد الكلي !!!.


هذه حالة اقتصادية غير متوازنة و يمكن تشبيهها بقيادة سيارة علي منحدر ودون وجود فرامل تعمل او تضبط إيقاع السرعة ، ويصف الاقتصاديون هذا النوع من التضخم على أنه مؤشر سلبى للاقتصاد، لأنه لا يحدث إلا فى حالة الركود، حيث أن انخفاض الأسعار هنا لا يكون إيجابيا، بل هو انخفاض بسبب عدم الإقبال على السلع، وهو ما يؤثر على الدورة الاقتصادية ، و تظهر تاثيرات الأضخم السالب بوضوح في ارتفاع معدلات البطالة و تراكم المخزونات و تراجع الأسعار بسبب نقص الطلب وتزايد نسبة المعروض و تراجع الاستثمار و تراجع الإنتاج و تراجع الاستهلاك وتراجع الائتمان المصرفى.


القيادة علي المنحدرات في حاجة الي دراية و مهارات عالية للتعامل مع المواقف ، فالسرعة التي يحول بها البنك المركزي الدينارات الي دولارات تبدو عالية فالإنفاق بلغ 19.9 مليار دولار حتي تاريخ التقرير في حين ان الايرادات المحققة بلغت 18.33 مليار دولار عن نفس الفترة ، وربما يشير في ظل تعطل الاستثمار والائتمان المصرفي الي تعزيز حالة الانكماش التي دخل فيها الاقتصاد الليبي و بدون ادني شك ان المنحدر يزداد خطورة بسبب وجود اكثر من سعر لصرف الدولار بالاقتصاد الليبي ، فيوجد 11.85 مليار دولار تباع بالسعر الرسمي و بدون رسوم و يوجد 8 مليار دولار تباع برسوم إضافية.

توحيد السعر لم يعد مطلب فقط لوقف حالة الازدواج ولكنه سيساعد حتما علي تحقيق استقرار افضل للاقتصاد الكلي ويخفف من سرعة الانحدار و التي في حاجة لبناء اقتصادي و مالي شامل يعيد الامور الي نصابها المفقود.

سليمان الشحومي

(Visited 108 times, 1 visits today)