الانتقال من دولة الاقطاع المواطنة تعالوا الى كلمة سواء، أن لا يستخف بعضنا ببعض
الانتقال من دولة الاقطاع الى المواطنة :خلال الأيام الماضية حضرت بعض اللقاءات والحوارات التي نظمها المجلس الرئاسي، وقد كان جوهر وفحوى الرسالة التي حاولت أيصالها هي أن السبيل الوحيد المتاح حاليا لإخراج هذا البلد من المأزق الذي طال أمده هو أن يتوقف العبث والإستخفاف بالناس على جميع المستويات، والشروع بدون المزيد من التأخير في الإنتقال الى الصيغة والتركيبة والوسائل العملية المتاحة والمعروفة والقابلة للقياس التي تكفل تحقيق مستوى مناسب من العدل والشفافية وتكافؤ الفرص بين الجميع، وتكفل أيضا توظيف الموارد المتاحة من أجل بعث نهضة تنموية إقتصادية مفتوحة للجميع وتستوعب الجميع ويعود مردودها على الجميع كل حسب إجتهاده،،
ولم نكتفي بالكلام النظري و”التنظير”، الذي هو هام جدا وأساسي ولا غنى عنه، بل قدمنا ملامح للصيغة وللوسائل العلمية العملية القابلة للتطبيق والقابلة للقياس، طبعا بدون إغفال “الخصوصية” الليبيية التي يحاول البعض تضخيمها بطريقة غريبة مُصطنعة، وكأن ليبيا تقع على كوكب خارجي وكأن الليبيين بشر من نوع خاص وليسوا مثل باقي البشر!!
الوضع الصعب القائم حاليا هو نتيجة لتراكمات طويلة معقدة، وأمام هذا البلد واحد من طريقان:
ـ الطريق الأول هو الإستمرار في نفس دوامة “زيد الماء وزيد الدقيق” التي يبدو أن نسبة كبيرة من النخب والقيادات المتصدرة لا تزال تعشقها وتفضلها، والإستمرار في الغرق في تراكمات الماضي، وتجريب المُجرب، والدوران في نفس الحلقة المفرغة، والتيهان في الأعراض السطحية الخارجية الطارئة والتفاصيل التشغيلية الهامشية على حساب التعامل مع جذور وأسباب ومسببات المرض، والنتائج الحتمية المؤكدة لهذا الطريق ستكون المزيد من نفس النتائج الكارثية،
ـ الطريق الثاني، وهو الذي ندعو أليه، ويقوم على تعلم الدرس من الماضي، ثم طوي صفحة هذا الماضي والإلتفات الى الحاضر والمستقبل، والتركيز بموضوعية على جذور ومسببات الكارثة وعلى إصلاح الخلل البنيوي الفادح وتحويل عجلة الدولة الليبيية المربعة الخرقاء التي لا تدور ولن تدور حتى بعد مليون سنة أخرى الى عجلة مستديرة طبيعية، والصيغ والوسائل لتحقيق ذلك متاحة ومعروفة ومتوفرة، ولكنها تحتاج الى شعب يقرر إحترام نفسه وعقله ويقرر التوقف عن الركض بلا خريطة، وتحتاج الى نخب وقيادات مؤهلة محترمة متواضعة للحق لا تعاني من عاهات وأمراض الترجسية والأنانية والغرور الأجوف.
الانتقال من دولة الاقطاع الى المواطنة :عندما يتحقق ذلك، وينتهي العبث والتهريج والإستخفاف ويتوفر بصفة عملية ملموسة مستوى مناسب من العدل والشفافية وتكافؤ الفرص بين الجميع ويشرع هذا البلد بشكل علمي عملي في توظيف الموارد والإمكانيات المتاحة من أجل بعث نهضة تنموية إقتصادية حقيقية تستوعب الجميع، عندما يحدث ذلك فأن المشاكل المتراكمة والأعراض الخارجية السطحية الطارئة سوف تختفي من تلقاء نفسها، وسوف يستتب الأمن وتنتهي الصراعات ويعم السلام والوئام بأذن الله ، وستنتهي مشكلة الكهرباء وتختفي القمامة من الشوارع وتختفي الطوابير البشعة، وتختفي باقي مظاهر إحتقار وأهانة أدمية وأنسانية الأنسان الذي كرمه الله.
الخيارات والطرق متاحة ومفتوحة ولا تحتاج ألا الى شعب يقرر فتح عيناه والنظر من حوله، والقرار بيد الشعب، وعندما يقرر الشعب الحياة فأن القدر يستجيب دائما، لأن تلك هي سنة الله، أما عندما يقرر الشعب أنه يفضل الإكتفاء بالشكوى والبكاء، وإنتظار المعجزات من السماء، فأن الإنتظار يطول الى أن لا يجد المنتظرون ما ينتظرونه.
أسئل الله ان يلهمنا جميعا سواء السبيل وأن يجعل لهذا البلد مخرجا، وأن يحقن الدماء ويرد كيد المعتدين الظالمين البغاة، وفائق الشكر والتقدير لهؤلاء المخلصين الذين يعملون ويجتهدون بإخلاص ومنهجية وتواضع للحق، وهؤلاء موجودون بالتأكيد حتى وأن كانوا لا يزالون قلة نادرة، ولعله أن تكون هناك عودة الى الموضوع اذا شاء الله.
عبدالحيكم الثليب
2019.09.06
المشروع: الإنتقال_من_دولة_الإقطاع_الى_دولة_المواطنة
الوسيلة أو الأطار العملي: #مبدأ_الحكومة_الصغيرة
اقرا ايضا لماذا يصر حسني بي على إلغاء الدعم السلعي واستبداله بالنقدي؟
حسني بي اقفال المنظومة يقلص الاحتياطي ولم استغل الأزمة برفع الاسعار